حرام إجماعاً ، وأيضاً لو أذنبوا لدخلوا تحت قوله تعالى :
( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ ) (١).
وتحت قوله تعالى : ( أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢).
وتحت قوله تعالى لوماً وذمّاً ( لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ) (٣).
وقوله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ ) (٤).
فيلزم كونهم موعودين بعذاب جهنم وملومين ومذمومين ، وكل ذلك باطل إجماعاً ، وهذا الدليل يدل أيضاً على عصمتهم من كل الذنوب وغيرها ) (٥).
من الأدلّة العقلية التي تثبت بحق عصمة الأنبياء عليهمالسلام هو احتياج الأُمّة لوجود المعصوم ، فالعلّة التي أحوجتنا إلى وجود النبي صلىاللهعليهوآله في الأرض هي عدم عصمة الخلق ، لأنّهم لو كانوا معصومين لم يحتاجوا إلى الأنبياء عليهمالسلام ، فلو كان الأنبياء عليهمالسلام غير معصومين لكانوا محتاجين إلى غيرهم لوجود علّة الحاجة فيهم ، فيكون الكلام في غيرهم كالكلام فيهم فيؤدّي إلى وجود أنبياء لا نهاية لهم فيبطل ، فثبت وجوب عصمتهم ، ويفهم هذا المعنى من خلال
___________
(١) سورة الجن : ٧٢ / ٢٣.
(٢) سورة هود : ١١ / ١٨.
(٣) سورة الصف : ٦١ / ٢.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ٤٤.
(٥) إحقاق الحق وإزهاق الباطل / الشهيد الثالث القاضي نور الله التستري ٢ : ٢٠٢.