الفصل الثالث ظواهر الكتاب المنافية لعصمة الأنبياء عليهمالسلام
تناول كثير من مفسرّي المذاهب الإسلامية ومتكلميها بعض الآيات التي لازمت حياة الأنبياء عليهمالسلام وكثر حولها الجدل ، لأن بعض تلك الآيات المباركة أثيرت حولها كثير من الشبهات التي لها اتصال مباشرة بعصمة الأنبياء ، حيث قالوا : إن من هذه الآيات ما جاءت مورد عتاب ولوم وتقريع لبعض الأنبياء ، فكثر الجدل بين نافي هذه التوجهات والشبهات الواقعة في غير محلها وبين مثبت لها ، ولهذا قالوا بعدم ثبوت العصمة المطلقة للأنبياء عليهمالسلام.
والآيات الشريفة التي تمسك بها أولئك قد توهم بادئ النظر قوّة حجّتهم في تجويز المعصية على الأنبياء عليهمالسلام بمختلف صورها ، لا سيّما أنّهم رووا في صحاحهم ما يدعم تلك المقولة الفاسدة كما سيأتي كلٌّ في محلّه من هذا الفصل.
وفيما يأتي بيان لأظهر الآيات التي توهم بعدم العصمة وهي على طائفتين :
منها : قوله تعالى : ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) (١).
___________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ١١٠.