وفي حديث مسائلة المأمون العباسي من الإمام الرضا عليهالسلام « أخبرني عن قول الله : ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) (١) ؟
قال الرضا عليهالسلام : يقول الله عزّوجلّ : حتّى إذا استيأس الرسل من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كُذِبوا ، جاء الرسل نصرنا ، فقال المأمون : لله درّك يا أبا الحسن .. » (٢).
قال الشيخ في التبيان : « فإن قيل : كيف يجوز أن نحمل الضمير على أنه للمرسل إليهم ، والذي تقدّم ذكرهم الرسل دون المرسل إليهم ؟ قيل : إنّ ذلك لا يمتنع ؛ لأنّ ذكر الرسل يدلُّ على المرسل إليهم ، وقد قال الشاعر :
أمنك البرق أرقبه نهاجا |
|
فبتُّ أُخاله وهما خلاجا |
أي : بتّ أخال الرعد صوت دهم ، فأضمر الرعد ولم يجر له ذكر لدلالة البرق عليه.
وإن قلت : قد جرى لهم ذكر في قوله : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا .. ) (٣) فيكون الضمير للذين من قبلهم من مكذبي الرسل ، كان جيداً » (٤).
أقول : ورد من طرق العامة أن بعض الصحابة كان يشكك في صدق ما أخبر به النبي صلىاللهعليهوآله من أمور مستقبلة ، ويثير ذلك بين آونة وأخرى ، حتى أنه اتهم النبي صلىاللهعليهوآله فيما أخبر به من دخوله إيوان كسرى وفتح بلاد فارس فقال في بعض المواقف الإسلامية الحرجة : أنه ـ يعني به النبي صلىاللهعليهوآله ـ يوعدنا بدخول
___________
(١) سورة يوسف : ١٢ / ١١٠.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٢٢١.
(٣) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٩.
(٤) التبيان ٦ : ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ونسبه إلى أبي علي.