قال تعالى : ( وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) (١).
استدل الذاهبون لعدم عصمة نوح عليهالسلام بهاتين الآيتين المباركتين من خلال الخطاب القرآني المتوجه له عليهالسلام حيث أنه عليهالسلام خاطب ربه في قضيّة ابنه الذي أصبح من المغرقين ، ومنهم الزمخشري حيث ذهب إلى أن نوح عليهالسلام إنما عوتب في الآية المباركة لأنه أشتبه عليه ما يجب أن لا يشتبه عليه (٢).
وذهب الفخر الرازي إلى القول بأنّ سؤال نوح عليهالسلام كان معصية لثلاث آيات :
١ ـ قوله : ( فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) (٣).
٢ ـ قوله خبراً عن نوح : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أَسْأَلَك مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) (٤).
٣ ـ قوله : ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (٥). (٦)
ويرىٰ القرطبي أن ما ذهب إليه نوح عليهالسلام هو جزء من ذنوب الأنبياء عليهمالسلام !
___________
(١) سورة هود : ١١ / ٤٥ ـ ٤٦.
(٢) الكشاف ٣ : ٣٧٩.
(٣) سورة هود : ١١ / ٤٦.
(٤) سورة هود : ١١ / ٤٧.
(٥) سورة هود : ١١ / ٤٦.
(٦) عصمة الأنبياء : ٤٦ ، وراجع : مفاتيح الغيب ١٨ : ٤.