قال الرضا عليهالسلام : إنّ فرعون قال لموسى لما أتاه : ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) (١) قال موسى : ( فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (٢) » (٣).
وأمّا ما تمسّكوا به في عدم عصمة هارون عليهالسلام ، فهو قوله تعالى في حكاية ما قاله موسى لأخيه : ( يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) (٤).
وممن ذهب إلى إثبات العتاب في هذه الآية المباركة المراغي حيث قال في قصة عبادة بني إسرائيل للعجل والتنكير عليهم : ( وزاد عليهم في التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبأهم إلى خطأ ما فعلوا ، ثم حكى معاتبة موسى لهارون عليهماالسلام على سكوته على بني إسرائيل وهم يعبدون العجل ) (٥).
بمعنى أنّه عصى أخيه بسكوته ، فيكون قد خالف من تجب طاعته ! وهذا خطأ عظيم ، قال الشيخ الطبرسي : « سؤال : متى قيل أن الظاهر يقتضي أن
___________
(١) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٩.
(٢) سورة الشعراء : ٢٦ / ٢١.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام / الشيخ الصدوق ١ : ١٧٦ ـ ١٧٧ / ١ باب (١٥) ، والتوحيد / له أيضاً : ٧٤ / ٢٨ باب (٢) ، والاحتجاج ٢ : ٢١٨ ـ ٢١٩ ، وبحار الأنوار ١١ : ٧٨ ـ ٨١.
ويُعدّ هذا الحديث الشريف من المراجع الأساسية لدفع شُبَه وإشكالات مخطئة الأنبياء عليهمالسلام من الحشوية وغيرهم.
(٤) سورة طه : ٢٠ / ٩٢ ـ ٩٣.
(٥) تفسير المراغي / أحمد مصطفى المراغي ١٦ : ١١٢.