ومشاهدة الآيات الكبرى ، وما أخبرهم به كالملك والشيطان واللوح والقلم وسائر الآيات الخفيّة على حواس الناس ) (١).
الوحي إلى الأنبياء عليهمالسلام هو أهم وجوه الوحي الإلٰهي إلى البشر بل أساس الوحي كله فلا يراد بالوحي إذا أطلق إلّا النبوي دون سواه.
وقد بيّن تعالى صور تكليمه ( وحيه ) تعالى لعباده بقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٢). وقد خاض المفسرون في هذه الآية طويلاً ، وأدرجوا تحت كل من هذه الصور الثلاث تفصيلات ، وأنواعاً ترتبط بها وتخضع لمقاييسها.
وقد أجمل الإمام علي عليهالسلام هذه الوجوه المتعددة لتكليمه تعالى بوصفه لكلام الله تعالى بأنه ليس على نحو واحد فإنّ : ( منه ما كلّم به الرسل ، ومنه ما قذفه الله في قلوبهم ، ومنه رؤيا يريها الرسل ، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله ) (٣).
والصور الثلاث التي حددتها الآية واعتمدها المفسرون هي :
يلاحظ على هذه الآية أنها جعلت للوحي معنىً خاصاً بكونه قسماً من
________________
(١) الميزان ٢ : ٣٣٠.
(٢) سورة الشورى : ٤٢ / ٥١.
(٣) انظر : التوحيد / الشيخ الصدوق أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت٣٨١ هـ ، ٩٩١م) : ٢٦٤ ، دار معرفة للطباعة والنشر ـ بيروت.