الباب الأوّل مصادر الوحي في القرآن الكريم
يمكن للباحث في موضوع الوحي ، بتعدّد صيغه الواردة في القرآن الكريم ، أن يميز مفهوماً عاماً مجملاً يتمثَّل في كون الوحي إلقاءً للمعارف والأفكار والخواطر ضمن إطار من الخفاء والسرعة ، وبطريقة تكاد تخفى علينا ، إذ في أحيان كثيرة عجز الباحثون ومفسرو القرآن الكريم عن إدراك كنه هذه الظاهرة التي ذكرها القرآن الكريم إجمالاً.
وعند استقصاء مادة الوحي في القرآن الكريم نجد أن الإشارة إلى مصدر الوحي تتمثل في ثلاثة مصادر يُنسَب إليها ، فتكون أنواعه :
الأوّل ـ الوحي الإلٰهي : الصادر عنه تعالى ، وسيتبيَّن لنا خلال البحث أن هذا الوحي فقط هو ما يمكن أن يجمع العناصر اللغوية والاصطلاحية والشرعية للوحي ويشتمل عليها.
كما سنجد أن أغلب الوحي الوارد ذكره في القرآن الكريم هو من هذا النوع ، إذ يصدر عنه تعالى إلى أنبيائه ورسله أو باقي مخلوقاته.
الثاني ـ الوحي الشيطاني : الذي يتمثل في ما يلقيه الشيطان ـ بمصاديقه المختلفة ـ إلى البشر من نحو الوسوسة والأز والنّزْغُ ... إلخ.
الثالث ـ الوحي من مصادر أخرى ،
فقد أشارت بعض الآيات إلى