قال تعالى : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (١).
« أي : استقبلها بالأخذ والقبول حين علمها بالوحي أو الإلهام » (٢).
ويؤيّد أنّه عليهالسلام علمها بالوحي ، ما جاء في حديث أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في أنّ آدم لما بكى على خطيئته بعث الله إليه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا آدم الربّ عزّوجلّ يقرؤك السلام... الحديث (٣).
وكذلك حديث ابن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله « .. أتاه جبرئيل فقال : يا آدم ادعُ ربك ، قال : يا حبيبي جبرئيل وبما ادعوه ؟ قال : قل يا ربّ أسألك بحقّ الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليَّ ورحمتني ، فقال : حبيبي جبرئيل سمّهم لي ، قال : محمد النبيّ ، وعليّ الوصيّ ، وفاطمة بنت النبيّ ، والحسن والحسين سبطي النبيّ. فدعا بهم آدم فتاب الله عليه ، وذلك قوله : ( فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ ) .. » (٤).
وفي الصحيح عن أبان بن عثمان ، عن الصادق عليهالسلام ان جبرئيل عليهالسلام نزل إلى آدم وعلمه الكلمات التي تلقاها من ربّه وهي : « سبحانك اللّهمّ وبحمدك ، لا إله إلّا أنت ، عملت سوءاً ، وظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ، ________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ٣٧.
(٢) شرح أصول الكافي / المازندراني ١٢ : ٤٢٦ ـ ٤٢٧ في شرح الحديث (٤٧٢).
(٣) تحف العقول / ابن شعبة الحرّاني : ١١.
(٤) مناقب أمير المؤمنين عليهالسلام / محمد بن سليمان الكوفي : ٥٤٧ / ٤٨٧ ، وتفسير فرات الكوفي : ٥٦ / ١٦.