ونوردها هنا باعتبار ما تحمله من الإشارة غير الظاهرة إلى حصول نوع من الوحي الخفي ، وقد جاءت الآيات بكون هذا العهد من الله مع عدة أنبياء ، وذلك كقوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) (١). قال ابن عباس : معناه أمرناه وأوحينا إليه أن لا يقرب الشجرة ولا يأكل منها فترك الأمر (٢). وكقوله تعالى : ( وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) (٣). وكقوله تعالى : ( وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ .. ) (٤). نقل الشيخ الطوسي في تفسير العهد هنا قولين (٥) :
أ ـ إن معناه ما تقدم إليك به وعلمك أن تدعوه به.
ب ـ ما عهد عندك من العهد على معنى القسم.
وإجمال القول في العهد أنه مستجمع للتفسيرات الواردة فيه من أمر وإلزام وإعلام ووصية ، إذ تدخل جميعا ضمن وظيفة النبوة ، ويكون تبليغها بلا شك بطريقة من طرق الوحي الخفي.
لم يرد ذكر التفهيم بوصفه من أشكال الوحي للأنبياء عليهمالسلام إلّا إلى
________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ١١٥.
(٢) مجمع البيان / الطبرسي ٧ : ٣٢.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ١٢٥.
(٤) سورة الأعراف : ٧ / ١٣٤.
(٥) التبيان ٤ : ٥٢٣.