بدليلين : ١ ـ
أنه لا طريق لأن يكون ذلك اجتهاداً من سليمان ناسخاً لحكم داود ، لأنّه لاطريق للاجتهاد والظن إلى نسخ الوحي الإلٰهي ، إذ لا ينسخ الوحي إلّا
بمثله. ٢ ـ
أنه تعالى أكد أن حكم سليمان مثلما هو حكم داود عليهالسلام
، كلاهما واقع ضمن الحكم والعلم الإلهيين ، فهما بوحي نبوي لقوله تعالى : (
وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا )
(١). كانت هذه الصورة من صور تكليمه تعالى
للبشر مثاراً للكثير من الجدل والخلاف بين العلماء والمفسرين لتضمنها ـ فيما يفسره المشبهة من ظاهرها ـ إشارات إلى التجسيم والحلول والرؤية !! ... إلخ. ولا مجال في هذا البحث للخوض في تلك
الاختلافات والمذاهب سيّما وأن المشبهة من الحشوية التي تميّزت بسطحية أفكارها وعدم تعمّقها في مقولاتها ، وما يهمّنا هنا هو بيان خصوصية هذا النوع من الوحي ومميزاته التي يفترق بها عن سائر صور الوحي الأخرى ، لذلك اقتصر البحث على ثلاثة محاور هي : التكليم والكلام من الكَلمْ. قال الراغب
: الكَلْمُ : التأثير المدرك بإحدى الحاستين فالكلام مدرك بحاسة السمع والكلم بحاسة البصر (٢). ________________الصورة الثانية للوحي ـ التكليم من وراء حجاب
:
أوّلاً ـ معنى التكليم والحجاب :
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٧٩.
(٢) المفردات : ٤٣٩.