رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا
سَوِيًّا )
(١) ، وكذلك قوله تعالى
: ( وَإِذْ قَالَتِ
الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ
نِسَاءِ الْعَالَمِينَ )
(٢). وهذه الإشارات التي تضمنت ذكر مواجهة
الملائكة للأنبياء أو غيرهم لم تخصص أو تبين المراد بالملائكة بل اكتفت بالتعميم غالباً إلّا ماكان من التعبير بالروح القدس المؤيد به عيسى عليهالسلام
بقوله تعالى : ( وَآتَيْنَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ... ) (٣)
والذي أشارت آيات أخرى إلى أنه نزل بالقرآن الكريم على النبي صلىاللهعليهوآله. والمراد به جبرئيل عليهالسلام ، وقال به الشيخ
الطوسي والطبرسي وعلّلا تسميته تعالى له بالروح أنه كان بتكوين الله له روحاً من عنده من غير ولادة والد له فسماه بذلك روحاً ... (٤). من كل ما مرّ من البحث في الوحي
الإلٰهي إلى الأنبياء عموماً يمكن استخلاص جملة نقاط تمثل مبادئ عامة تطبع الوحي النبوي بطابعها ومنها : ١ ـ
أنه لا وحي ولا نبوة بدون الغيب الإلٰهي المصدر ، فلا علم لنبي بالغيب قبل نبوته ولابعدها إلّا من خلال الوحي. وإن علم النبي يكون باصطفائه من بين الناس عموماً ليطلع عليه قال تعالى : (
عَالِمُ الْغَيْبِ ________________رابعاً ـ المبادئ العامة للوحي النبوي العام :
(١) سورة مريم : ١٩ / ١٧.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٤٢.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٨٧.
(٤) انظر : التبيان ٢ : ٣٠٤ ، والكشاف ١ : ٦٥٣.