لا نطيل البحث بذكرها
يمكن الرجوع إليها في مظانها (١). يذكر القرآن الكريم في أكثر من موضع أن
محل نزول الوحي على النبي من قبل الملك هو القلب ، قال تعالى : (
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *
عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ )
(٢). وقال تعالى : (
... مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ
بِإِذْنِ اللهِ )
(٣). وقد اختلف المفسرون في فهمهم للمراد
بالقلب في الآيات التي اقترنت بلفظ النزول عليه ، وذلك في رأيين : الأوّل :
من المفسرين من يرى أن المراد هنا هو القلب هذا العضو البدني ، وإن من خواصه أن يكون مدركاً وحافظاً ، فالزمخشري يرى أن المراد هو القلب في كونه منشأ الفهم ، وأداة الإدراك ، فإنزاله على القلب يراد به تحفيظه وتفهيمه فيثبت فيه بحيث لا ينساه ، وهو يستدل بكونه نازلاً بالعربية ـ كما أشارت إليه الآيات ـ على إرادة هذا المعنى ، فتنزيله بالعربية دليل تنزيله على قلبه بهذا المعنى ( لأنك تَفهَمه وتُفَهِّمه قومك ، ولو كان أعجمياً لكان نازلاً
على سمعك ) (٤). ________________الصيغة الثانية ـ النزول على القلب :
(١) انظر : جامع البيان / الطبري ١٤ : ٥٣ ـ ٥٤ ، وشرح عقائد الصدوق / المفيد : ٢٢٥ ، التبيان / الشيخ الطوسي ٦ : ٢٥٩.
(٢) سورة الشعراء : ٢٦ / ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٩٧.
(٤) الكشاف / الزمخشري ٣ : ١٢٧.