محمد صلىاللهعليهوآله ... ) (١) ، إلّا أن الظاهر من دلالة الآية السابقة التي عبرت بلفظ الإنزال وما يشير إلى نزوله دفعة واحدة أن القرآن أنزل حقيقة وهو جملة واحدة بكل ما يضمه من نصوص الآيات.
المبحث الثاني
صور الوحي المحمدي وأقسامه
من المميزات الهامّة التي تطبع الوحي المحمدي أن جميع ما وصف من صور تكليمه تعالى ووحيه الملقّى إلى نبي من أنبيائه قد كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله مثله إن لم يكن بمرتبة أعلى منه.
فالوحي المحمدي اشتمل على كلّ صور الوحي التي تعرّض لها القرآن وذكرها إجمالاً أو تفصيلاً ظاهرا أو بحاجة إلى تأويل.
وإذا كان لنا أن نجمل ذكر الصور التي أوحي بها إلى النبي صلىاللهعليهوآله فيمكن أن يكون ذلك بالصور الآتية :
تمثّل الرؤيا الصادقة جانباً مهماً من جوانب التلقّي الغيبي في نبوات الأنبياء عليهمالسلام ، إذ كان تلقّي الوحي عن طريق المنامات وجهاً من وجوه الوحي التي كانت للعديد من الأنبياء عليهمالسلام وترد هنا أشهر رؤيتين يتعرّض لهما القرآن.
تتمثّل الرؤيا الأولى برؤيا إبراهيم عليهالسلام ، وهي أساس مهمّ في نبوته ونبوة
________________
(١) مجمع البيان / الطبرسي ١٠ : ٥١٨.