١ ـ
مواجهة جبريل عليهالسلام
للنبي صلىاللهعليهوآله
في صورته الملكية الحقيقية التي خلقه الله عليها ، وقد أشار القرآن الكريم إلى حصول ذلك مرّتين. الأُولى :
في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ رَآهُ
بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ... )
فقد ذكر الطبرسي ما روي عن مجاهد وقتادة والحسن أنّهم قالوا : رأى محمد صلىاللهعليهوآله جبريل على صورته التي خلقه الله عليها حيث تطلع الشمس وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق (١). والأُخرى :
في ليلة المعراج ، قال تعالى : (
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ) إلى قوله تعالى : (
لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ )
(٢). وعن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ( ت ١٤٨ هـ ، ٧٦٥م )
وصف ما رآه صلىاللهعليهوآله
بالآيات الكبرى يعود إلى رؤيته صلىاللهعليهوآله
لجبريل في صورته الملكية ، ففي تفسيره للآية يقول الإمام عليهالسلام
: «
رأى جبريل على ساقه الدُرّ مثل القطر على البقل ، له ستمائة جناح قد ملأ بين السماء والأرض ... »
(٣). وقد نقل القُمي أبو الحسن علي بن
إبراهيم ( ت بعد ٣٠٧ هـ ، ٩١٩م ) ذلك في تفسيره أيضاً (٤). ________________
(١) مجمع البيان / الطبرسي ١٠ : ٤٤٦.
(٢) سورة النجم : ٥٣ / ١٣ ـ ١٨.
(٣) التوحيد / الصدوق ( أبوجعفر محمد بن بابويه ت ٣٨١ هـ ، ٩٩١م ) : ١١٦ ، دار المعرفة ـ بيروت.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٣٣٨ تحقيق السيد طيب الموسوي الجرائري ، مطبعة النجف ( ١٣٨٦ هـ ).