ويستفاد من الروايات الكثيرة الصريحة
بذلك أن تَمثُّل الملك للنبي صلىاللهعليهوآله
في صورة بشرية كان على حالتين : وقد حدّدته الروايات بأنّه دحية الكلبي
( ت نحو ٤٥ هـ ، ٦٦٥م ) وهو رسول النبي صلىاللهعليهوآله
إلى قيصر الروم. فقد قيل أنّه كان من أحسن الناس صورة ، وأن جبريل كان يتمثّل في صورته للنبيّ صلىاللهعليهوآله
(١) وأنّ النبيّ كان
يراه عليها وكذلك الصحابة ، قال العلّامة الطبرسي : « وإن جبرئيل عليهالسلام ظهر لأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
في صورة دحية الكلبي » (٢)
، وروى ذلك عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره وحدّده في مسير النبيّ صلىاللهعليهوآله
إلى بني قريضة (٣)
، إلّا أن الصحابة لا يعلمون أنّه جبريل. وقد رآه أمير المؤمنين الإمام عليّ صلوات الله وسلامه عليه في تلك الصورة في مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله
(٤) وكذلك في غزوة الأحزاب (٥).
وهذه الصورة يستفاد أنها تكرّرت كثيراً في نزول جبريل على النبي صلىاللهعليهوآله
اعتماداً على أنّ الصورة الأولى وهي نزوله في صورته الحقيقية لم تحدث إلّا مرّتين. ________________٢ ـ تمثّل المَلَك في
صورة بشرية :
الأولى ـ تمثّله في صورة شخص معروف للنبيّ
والصحابة :
(١) التبيان / الشيخ الطوسي ٤ : ٨٣ ، ومجمع البيان ٢ : ٢٣٤ ، و ٤ : ١٤ ، و ٨ : ١٤٨ ، وجوامع الجامع له أيضاً ١ : ٥٥٤.
(٢) مجمع البيان ٤ : ٤٧٩.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ١٨٩.
(٤) تفسير العيّاشي ٢ : ٧٠.
(٥) تفسير فرات الكوفي : ١٧٤ / ٢٢٦ (٢٨).