أَوْحَىٰ ) (١)
وسياق الآيات وما قبلها في السورة في مقام بيان ما كان للرسول صلىاللهعليهوآله
ليلة المعراج إلى السماوات ، فهؤلاء المفسرون يرون أنه تعالى كلم رسوله تلك الليلة فيما أشار إليه بقوله : (
فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ) بأن قربه تقريباً سقطت به الوسائط جملة فكلمه بالوحي من غير واسطة (٢). والقائلون بهذا التفسير للآية من
المفسرين يستندون في قولهم إلى أن المذكور في الآية من دنو وتدل ووحي كان بينه تعالى وبين النبي صلىاللهعليهوآله بلا واسطة (٣). وأمّا طريقة هذا الوحي المباشر فقد قال
عليّ بن إبراهيم القمّي فيه : إنّه كان وحي مشافهة (٤). وهذه الصورة من الوحي بهذه الحدود التي
انعدمت فيها الحجب والوسائط تعتبر أعلى مراتب الوحي على الإطلاق فتتجاوز ما كان من التكليم لموسى عليهالسلام
من وراء حجاب وتعلوه في المرتبة. ثبت في الوحي الملقى إلى الرسل
والأنبياء عليهمالسلام
أنه كلام الله تعالى يوحي به إليهم ، وأن طريق ذلك هو تكليمه تعالى لهم بهذه الصور المختلفة المار ذكرها. ________________أقسام الوحي
(١) سورة النجم : ٥٣ / ٨ ـ ١٠.
(٢) الميزان ٢ : ٣٢٥.
(٣) انظر : التبيان ٩ : ٤٢٤.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٣٣٤.