المبحث الثالث
خصائص الوحي المحمدي ومبادئه
من خلال عرض القرآن للوحي المحمدي إجمالاً وتفصيلاً ومسيرة هذا الوحي وما يمثّله في إطار الوحي الإلٰهي عموماً ، وما يتضمّنه من عناصر تخصّه كظاهرة أو تفيض عنه كمفاهيم راسخة في الفكر الديني والعقائد الإنسانية عموماً ، يمكن أن نتلمّس جملة من الأمور تشكّل خصائص ينفرد بها الوحي المحمدي عن غيره من الوحي يتعلّق بعضها بهذا الوحي كظاهرة من حيث إلقاؤه ويتعلّق بعضها الآخر بما جاء به من مفاهيم ومعارف وعقائد وشرائع.
وهذه الأُمور هناك ما يرتبط بها ويُكمّلها مما سبق بيانه في موضوع ملامح الوحي بواسطة المَلَك.
ونورد هنا من تلك الخصائص والمبادئ ما نجمله في :
١ ـ إنّ الوحي المحمدي استجمع كافّة الصور التي أوحي بواسطتها إلى الأنبياء السابقين عليهمالسلام ، وتكرّرت فيه صور الوحي ، فلم ترد صورة فيه إلّا وكانت لنبيّنا صلىاللهعليهوآله ما يماثلها أو يفوقها مرتبة فأوحي إليه إلهاماً وقذفاً في الروع ، كما أوحي إليه مناماً ، وكُلّم بواسطة الملك ، كما كُلّم دون وسائط ولا حجب وهي أعلى مراتب الوحي عموماً.
٢ ـ إنّ هذا الوحي متمثّلاً بالنصّ
القرآني تميز من بين سائر صور وحي الأنبياء عليهمالسلام
وكتبهم بميزة فريدة سامية وهي الثقة واليقين بصدوره عنه تعالى ، وأنّه كلامه الذي أوحاه نصاً دون أن يصيبه أي تحريف كما حدث لغيره