إلى عدّة مصاديق في ذلك إجمالها فيما يلي :
قال تعالى : ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ) (١).
والحواريون مفرده حواري من الحَوْر ، والحَور : ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد ، والحواري : الأبيض (٢).
وقيل : حَوَرتُ الشيء : بيَّضتُه ودوّرتُه ومنه الخبزُ الحَوار (٣).
والحواريون هم الأنصار ، وهذا مستفاد من تأكيد الآية الكريمة له في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ ... ) (٤). وقد اختلِف في سبب تسميتهم بالحواريين على أقوال :
أحدها : أنّهم سمّوا بذلك لنقاء ثيابهم.
وثانيها : أنّهم كانوا قصارين يبيّضون الثياب.
وثالثها : أنّهم كانوا صيادين يصيدون السمك.
ورابعها : أنّهم كانوا خاصة الأنبياء وانهم أصفياء عيسىٰ عليهالسلام وكانوا اثني عشر رجلاً.
وخامسها : أنّهم سمّوا بذلك لأنّهم كانوا نورانيين ، عليهم أثر العبادة
________________
(١) سورة المائدة : ٥ / ١١١.
(٢) مختار الصحاح / الرازي : ١٦١.
(٣) المفردات / الراغب : ١٣٥.
(٤) سورة الصف : ٦١ / ١٤.