والبحث فيها ، وهو ما جعل هذا الموضوع ( الوحي إلى النساء ) ينقسم على قسمين :
القسم الأوّل : الوحي إلى أم موسى عليهالسلام وخطاب الملائكه لمريم عليهاالسلام.
القسم الثاني : نبوة النساء ومواقف المفسرين منها.
يرد ذكر الوحي إليها في القرآن الكريم في موضعين ، وذلك قوله تعالى : ( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ ) (١) ، و ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ... ) (٢).
والآيات مؤكدة أن هذا الوحي إليها واقع بصورة من الصور ضمن الوحي المذكور لغيرها سواء كان ذلك من خلال مفاهيم الوحي في الاصطلاح أو في اللغة.
وقد اختلف المفسرون في بيان كيفية الوحي إليها عليهاالسلام على عدّة آراء المعتبر منها رأيان وهما :
الأوّل : ان الوحي إلى أم موسى كان إلهاماً وقذفاً في القلب.
واختار هذا الوجه الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي والعلّامة الطبرسي (٣) ووافقهم عليه جلُّ المتأخرين (٤).
الثاني : إنّ الوحي المذكور كان مناماً. قال الشيخ المفيد : « قال الله تعالى :
________________
(١) سورة طه : ٢٠ / ٣٧ ـ ٣٨.
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٧.
(٣) إكمال الدين وإتمام النعمة / الشيخ الصدوق ٢ : ٦٦١ آخر الكتاب ، والتبيان ٨ : ١٣١ ، ومجمع البيان ٤ : ١٠.
(٤) اُنظر : الميزان ١٤ : ١٩٥ ، والكاشف / محمد جواد مغنية ٦ : ٥٠ وغيرهما.