(
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ... الآية
)
، فاتّفق أهل الإسلام على أن الوحي كان رؤيا مناماً أو كلاماً سمعته أُم موسى في منامها على الاختصاص » (١). وربما وجد الرأي الأوّل شاهداً له من
الحديث الشريف ، فقد روى الحرث بن المغيرة النصري ، عن الإمام الصادق عليهالسلام
قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام
: ما علم عالمكم جملة ، يقذف في قلبه وينكت في أذنه ؟ قال : فقال : وحي
كوحي أم موسى » (٢). وسئل الإمام الكاظم عليهالسلام عن علم عالمهم عليهمالسلام ، فقال : «
نقر في القلوب ونكت في الأسماع ، وقد يكونان معاً »
(٣). وبهذا يعلم ان قول الإمام الصادق عليهالسلام : «
وحي كوحي أم موسى » أنه أراد النقر في القلوب والنكت في الأسماع ، وكلاهما يجري في دائرة الإلهام. وربما يقال بعدم معارضة الرأي الثاني
لذلك فيما لو تم النقر في القلوب والنكت في الأسماع في المنام. وخلاصة القول في الوحي إلى أم موسى ، أن
هذا الوحي بلا شك يتضمن الإعلام في خفاء وهو من أهم عناصر الوحي كما تقدّم في محلّه. يرد ذكر الملائكة النازلين على مريم عليهاالسلام في القرآن الكريم
بصيغتين : الأولى :
الجمع ، كقوله تعالى : (
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ ________________ثانياً ـ خطاب
الملائكة لمريم عليهاالسلام
:
(١) تصحيح اعتقادات الإمامية : ١٢١ ، وبه صرّح في الفصول المختارة أيضاً : ١٣٠.
(٢) بصائر الدرجات / الصّفار : ٣٣٧ / ١٠ باب (٣).
(٣) بصائر الدرجات : ٣٣٧ / ١١ من الباب السابق.