تحول من حقيقته
الملكية إلى حقيقة بشرية ، وإنّما صورة ذلك أنّه ظهر لمريم في صورة بشر وليس ببشر بل ( كان في حال إدراكها على صورة بشر وهو في الخارج عن إدراكها خلاف ذلك ) (١). إذا كان الوحي بوصفه مصداق الصلة بالله تعالى
هو أحد الأدلّة على نبوة الأنبياء عليهمالسلام
فإنّ هذا الملحظ نفسه هو ما اعتمده القائلون بنبوة النساء ممن ورد ذكر الوحي وخطاب الملائكة لهن ، وينطبق ذلك عندهم على ما كان لسارة زوجة ابراهيم عليهماالسلام
، كما يضيف بعض المفسرين آسية زوجة فرعون من بعض الوجوه ومريم عليهاالسلام. الأمر الذي اختاره بعض علماء العامة
كابن حزم الأندلسي ، والقرطبي المالكي الذي صرّح بنبوة مريم عليهاالسلام
(٢) والضابط عند من قال
بنبوة النساء هو أن كل من جاءه الملك عن الله عزّوجلّ بحكم من أراد نهي أو باعلام ما سيأتي فهو نبي. وهذا خطأ جسيم وبيانه من وجوه : الأوّل :
اتّفاق العامة على صحّة حديث أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله
أنّه قال : «
قد كان يكون في الأُمّة مُحَدَّثون ، فإن يكن في أُمّتي أحد ________________القسم الثاني ـ نبوة النساء :
(١) الميزان ١٤ : ٣٦.
(٢) اُنظر : الفِصَل في الملل والأهواء والنِحَل / ابن حزم الأندلسي ٤ : ١١ ، و ٥ : ١٧ ـ ١٨ ، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي المالكي ٤ : ٨٣ ، وتحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي / المباركفوري ٥ : ٤٦٠ ، وفيض القدير شرح الجامع الصغير / المناوي ٢ : ٦٨ في شرح الحديث رقم (١٣٠٧).