بعدها في ذريّتها ، وكان عليّ عليهالسلام يكتب ذلك. فهذا مصحف فاطمة عليهاالسلام » (١).
قد يكون في هذا التعميم للوحي إلى الحيوانات توسعاً عما ورد ذكره صريحاً في القرآن الكريم الذي لم يعبر عن الوحي إلى شيء من الحيوانات بصيغة الوحي إلّا ما كان للنحل وذلك في قوله تعالى : ( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (٢).
ودفعنا إلى هذا التعميم أن ما يعبر عنه الوحي إلى النحل من مفاهيم وما يحتويه من عناصر يكاد يتطابق مع ما يتوافر في أنواع أخرى من الحيوانات حيث نسب إليها أفعال وتصرفات فطرية لا تخلو في بعض وجوهها من تطابق مع ما ذكر للنحل من أفعال وتصرفات عبر عنها القرآن الكريم بأنها كانت عن وحي منه تعالى :
فأما الوحي إلى النحل فإنّ المفسرين يرجعونه إلى عدّة معانٍ إجمالها فيما يلي :
أوّلاً ـ الإلهام : فما عليه أغلب المفسّرين ، أن الوحي إلى النحل هو الإلهام وقد عبّروا عنه زيادة على تلك الصيغة بغيرها أيضاً كالآتي :
روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّ المراد بالوحي إلى النحل في قوله تعالى :
________________
(١) أصول الكافي ١ : ٢٤١ / ٥ من الباب السابق.
(٢) سورة النحل : ١٦ / ٦٨ ـ ٦٩.