الأولياء على بعض الغيب بأن ( يلهم الله أولياءه وقوع بعض الوقائع في المستقبل ) (١).
وما ذُكِرَ بشأن الكِهانة والنجوم والكرامات يحتاج إلى بيان فنقول :
أمّا الكِهانة ـ بالكسر ـ : مصدر قولنا : كهن ـ بالضمّ ـ إذا صار كاهناً ، يُقال : كهن يكهن كهانة ، مثل : كتب يكتب كتابة ، إذا تكهّن ، والحِرفة : الكهانة ـ بالكسر ـ ، وهو عمل يوجب طاعة بعض الجانّ للمتكهّن بحيث تأتيه بالأخبار الغائبة وهو قريب من السحر (٢).
وقد كان في أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام منافقون ، إذا سمعوا إخباره بالغيب نسبوه عليه السلام إلى الكهانة ، أمثال المنافق عمرو بن حريث ونظرائه.
وقد وردت في تراث أهل البيت عليهمالسلام كثير من الدعوات في التعوّذ من الكهانة والسحر (٣).
وعرّف ابن ميثم البحراني الكهانة في شرح قول أمير المؤمنين عليهالسلام : « ظن العاقل كهانة » فقال : « .. وأمّا الكهانة فهي ضرب من الاطلاع على الأمور الغيبية غير أن الآثار الصادرة عن الكاهن ضعيفة قليلة بحسب ضعف استعداده وقلّته ، ولذلك لا يتمكّن ـ في الغالب ـ من الإخبار بشيء من غير سؤال ، بل يحتاج إلى سؤال باعث له على التلقّي والإعداد لنفسه بالحركة وغيرها مما يدهش الحس ويحير الخيال... كما أن الكاهن يكاد أن لا يكون
________________
(١) مفاتيح الغيب ٣٠ : ١٦٨.
(٢) يُنظر : بحار الأنوار ٥٥ : ٢٥٩.
(٣) لاحظ : فرج المهموم / السيد ابن طاووس : ٥٩.