واحد من علمائنا كالسيد ابن طاوس وغيره أنّه علم الأنبياء والأولياء عليهمالسلام ، وأنّ أوّل من تكلّم به هو إدريس عليهالسلام ، وكان ذو القرنين به ماهراً ، وإنّ أمير المؤمنين عليّاً عليهالسلام كان أعلم الناس بهذا العلم ، وأنّ أهل البيت عليهمالسلام كانوا كذلك. وقد قرئ هذا العلم على أساطين العلماء من الفريقين.
وعلم النجوم أمارة تقتضي غالب الظن عند كثير منهم ، وكما أنّ علوم الطب مبنيّة على الأمارات التي تقتضيها التجارب وغالب الظن ، فكذلك القول في علم النجوم.
وقد أفتى بجواز الإخبار عن الأمور المستقبلية استناداً على هذا العلم بعض علمائنا.
قال الشيخ الأنصاري في المكاسب في حديثه عن علم النجوم والتنجيم : « يجوز الإخبار بحدوث الأحكام عند الاتصالات والحركات المذكورة ـ أي في علم النجوم ـ بأن يُحكَم بوجود كذا في المستقبل عند الوضع المعين من القرب والبعد والمقابلة والاقتران بين الكوكبين إذا كان على وجه الظن المستند إلى تجربة محصلة أو منقولة في وقوع تلك الحادثة بإرادة الله عند الوضع الخاص حينئذٍ من دون اعتقاد ربط بينهما أصلاً ، بل الظاهر جواز الإخبار على وجه القطع إذا استند إلى تجربة قطعية » (١).
نعم إذا كان زعم المنجّم ارتباط بعض الحوادث السفلية بالأجرام العلويّة أنّها هي العلّة المؤثّرة في تلك الحوادث بالاستقلال ، أو أنها شريكة في التأثير ، فيكون هذا الزعم باطلاً ، والعلم المبتني على ذلك كفراً. وعلى هذا يحمل ما
________________
(١) المكاسب / الشيخ الأنصاري ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤.