ورد من التحذير عن
علم النجوم والنهي عن اعتقاد صحّته ، ويحمل عليه أيضاً تحريم بعض الفقهاء له للمحظور من اعتقاد التأثير كما ذهب إلى ذلك الشهيد الأوّل (١).
وأما لو لم يكن الأمر كذلك فلا إشكال في تعاطيه أصلاً. وأمّا الكرامات
فقد عرفها بعضهم بأنّها : « أمر خارق للعادة من قبل شخص غير مقارن لدعوى النبوة » (٢)
، وقد تسمّى بالمعاجز ؛ لأنّ المعجزة أمر خارق للعادة أيضاً ، والتفريق بينهما على أساس اختصاص المعجزة بالأنبياء عليهمالسلام تصديقاً لدعوتهم ، والكرامة بالأولياء ، غير صحيح ، لاشتهار بل تواتر اطلاق المعاجز على كرامات الأئمة عليهمالسلام. قال الشيخ المفيد بشأن ظهور المعجزات
على الأئمة عليهمالسلام
: « فأمّا ظهور المعجزات والإعلام ، فإنّه من الممكن الذي ليس بواجب عقلاً ولا ممتنع قياساً ، وقد جاءت بكونه فيهم عليهمالسلام
الأخبار على التظاهر والانتشار ، فقطعت عليه من جهة السمع وصحيح الآثار ، ومعي في هذا الباب جمهور أهل الإمامة. وبنو نوبخت تخالف فيه وتأباه. وكثير من المنتمين إلى الإمامية يوجبونه
عقلاً كما يوجبونه للأنبياء. والمعتزلة بأسرها على خلافنا جميعاً فيه
سوى ابن الأخشيد ، ومن اتبعه يذهبون فيه إلى الجواز. وأصحاب الحديث كافة تجوزه لكل صالح من
أهل التقى والإيمان » (٣). ________________
(١) الدروس / الشهيد الأوّل ٣ : ١٦٥.
(٢) معجم ألفاظ الفقه الجعفري / الدكتور أحمد فتح الله : ٣٤٦ ( الكرامة ).
(٣) أوائل المقالات : ٦٨ ـ ٦٩ / ٤٢.