الوحي بعده الديني
الواسع ليتمثّل أساساً لأي دين سماوي ، فإنّه ( ما من دين سماوي إلّا ويعتمد على الوحي والإلهام ، فمنهما صدر وبما لهما من إعجاز وعلى تعاليمهما تأسست قواعده وأركانه ) (١). اعتماداً على نص الوحي الإلٰهي المعجز
، متمثلاً في القرآن الكريم بوصفه مصدقاً وحيداً موثوقاً لا يعتريه شك ، ومصدر بيَّن ـ بصورة جلية مجملة أحياناً ومفصلة أخرى ـ طُرُقَ إلقاء هذا الوحي وأنواع من يُلقى إليهم ، مع ملاحظة جهة العموم في لفظ الوحي هنا بشموله جميع أنواع الوحي الإلٰهي الوارد ذكره في القرآن الكريم على أنه ملقى منه تعالى إلى أنواع متعددة من المخلوقات بالإضافة إلى معنى الوحي الخاص بالوحي إلى الأنبياء والرسل عليهمالسلام
، اعتمادا على كل ذلك يمكن استشفاف طرقه وأنواع متلقيه ، ففي مورد طرق هذا الوحي تقدم الآية (٥١) من سورة الشورى أوضح تفصيل لطرق إلقاء الوحي فيما يخص البشر ، إذ هي تبيّن طرق تكليمه تعالى لعباده بنصها على أنه : ( وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٢).
فعبر تعالى في هذه الآية عن الوحي بالتكليم للتعميم في تناول مجمل أقسام الوحي إلى البشر لتتضمن : ١ ـ
الوحي المباشر دون وساطة بل بالإلهام والقذف في الرُوع. ________________خامساً ـ طرق الوحي الإلٰهي وأنواع
متلقيه :
(١) في الفلسفة الإسلامية منهج وتطبيقه / د. إبراهيم مدكور : ٦٩.
(٢) سورة الشورى : ٤٢ / ٥١.