الفصل الثاني الوحي الشيطاني لا بدّ من فهم حقيقة الشيطان لتصوّر
الوحي الشيطاني والتعرّف على ما يحيط به من مفاهيم واستكناه كيفياته وأشكاله والاطّلاع على ما يمتلكه من قدرات عجيبة في التأثير في النفس الإنسانية ومسيرتها في الحياة. هذا التأثير للشيطان يظهر جليّا في
العديد من النصوص القرآنية التي تقرن بين النفس والشيطان من خلال ما تشير إليه من أشكال إغوائه وتزيينه الذنوب ، ودعوته الإنسان إلى المعاصي ، وفي كلّ هذه الموارد تكون النفس هي محلّ تأثيره وإلقاءاته. والملاحظ أنّ القرآن الكريم يعبّر عن
الشيطان بصيغ متعدّدة : ١ ـ
فمرة يعبّر عنه ب ( إبليس ) ( بمعنى اليائس في اللغة ) وقد ورد ذلك في نحو عشر آيات (١)
، كان أغلبها يدور في إطار قصّة اختيار آدم عليهالسلام
للخلافة في الأرض واستكبار إبليس عن السجود له عصياناً للأمر الإلٰهي واستنانه بذلك الخطيئة الأولى بما استحقّ به الرجم واللعنة إلى يوم الدين ، ونلاحظ أيضاً أنّه يسمّى إبليس دائما في المواضع التي يراد التعريف به بذاته بما هو شخص معين بحيث لا ينصرف الذهن إلى غيره بالذات ، قال تعالى : (
وَإِذْ قُلْنَا ________________أوّلاً ـ حقيقة الشيطان :
(١) انظر : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : ٣٤.