لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ
الْإِنسِ وَالْجِنِّ ... )
(١). هذا فيما يتعلق بذكر الشيطان في القرآن
الكريم وصيغ تسميته والتعريف به ، أما حقيقته فإنّ القرآن الكريم لا يتركها خافية علينا ، فيقرر أن جنسه هو الجن ، قال تعالى : (
... إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) (٢).
وفي آية أخرى نتعرف على ماخُلِقَ منه ، فإذا هو مثل الجن عموماً مخلوق من النار ، قال تعالى : ( وَالْجَانَّ
خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) (٣).
ويتأكد هذا فيما احتج به إبليس نفسه على الله سبحانه بأفضليته على آدم ، قال تعالى : (
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ
خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ )
(٤) ورغم وضوح دلالة
ظاهرالآية على أنه من الجن فقد اختلف المفسرون في حقيقة انتسابه على عدة آراء لا داعي للخوض فيها لخروجها عن موضوعنا. يمكن إجمال ما تصفه الآيات القرآنية
الكريمة العديدة من طبيعة عامة للوحي الشيطاني بما لخصه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام حين سئل عن الوحي في القرآن الكريم فعدد مصاديقه المختلفة ثمّ قال عن وحي الشيطان : ومنه وحي كذب (٥)
واستشهد بالآية الكريمة قوله تعالى : ( ... شَيَاطِينَ
الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ ________________ثانياً ـ طبيعة الوحي الشيطاني :
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١١٢.
(٢) سورة الكهف : ١٨ / ٥٠.
(٣) سورة الحجر : ١٥ / ٢٧.
(٤) سورة الأعراف : ٧ / ١٢.
(٥) رسالة في المحكم والمتشابه / الشريف المرتضى : ٢١.