يصور القرآن الكريم الشيطان في مواقف كثيرة ، ويحدد معالم وعلائم وحيه وإلقاءاته الخبيثة ، ويلاحقه في كل مواقفه وتأثيراته في النفس الإنسانية. ويُستَشَفُّ من ذلك العلائم التالية :
١ ـ إن الشيطان يلازم النوع الإنساني منذ الولادة وحتى الممات في كل تفاصيل الحياة صغيرها وكبيرها ، وتنبني على تأثيراته في النفس الإنسانية مقاييس وأسس هدايتها وضلالها وسعادتها وشقاوتها ؛ ويدلّ عليه المحاور والتي حكاها القرآن الكريم بقوله تعالى : ( قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) (١).
٢ ـ إن الله سبحانه وضع لسلطانه وقدراته حدوداً ، إذ لا سبيل له إلّا على أوليائه أما عباد الله المخلصين فهم في أمان منه إن هم اعتصموا بالله تعالى واستعاذوا به : ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (٢) ، وقال تعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) (٣).
٣ ـ إنه يعد ويمني ويزيِّن بالغرور ويسعى إلى تلبس الإنسان بالمعصية
________________
(١) سورة الأعراف : ٧ / ١٤ ـ ١٧.
(٢) سورة ص : ٣٨ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٣) سورة الحجر : ١٥ / ٤٢.