قال بعض المفسرين : إنّ طيف الشيطان هنا : وسوسته ، فعن ابن عباس في تفسيره للآية قوله تعالى : ( إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ .. ) الآية قال : إذا وسوس إليهم الشيطان ، وبذلك أيضاً قال السدي والحسن وأبو عمرو بن العلاء (١).
وقال مجاهد وسعيد بن جبير : الطيف هو الغضب ، فالممسوس بالطائف عندهما هو : الرجل الذي يغضب الغضبة فيتذكّر الله فيكظم غيظه (٢).
يتحصّل لنا مما مرّ أن من الطيف : الوسوسة والجنون والغضب ، ويسمّى طيفاً لأنّه ( لمة من الشيطان تُشَبَّهُ بلمّة الخيال وهذا من معاني الطيف في اللغة ) (٣).
أمّا محلّ المسّ بالطيف فهو كالوسوسة يستهدف القلب [ أي النفس ] ، فالطائف من الشيطان ما يطوف حول القلب ليلقي إليه الوسوسة ، أو هو وسوسته التي تطوف حول القلب لتقع فيه وتستقرّ عليه (٤).
والواقع عليهم المسُّ هم المؤمنون فإنّهم إذا حصل لهم من الشيطان دفع ووسوسة تذكّروا الله ـ وهذا طريق دفع المسّ ـ فيزول عنهم أثره.
قال تعالى : ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ) (٥) ، الهمز : العصر ، تقول هَمْزتُ رأسه وهمزت الجوزة بكفي. وهَمَزَ الشيطان الإنسان
________________
(١) انظر : التبيان / الطوسي ٥ : ٦٤ ، مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٥١٣.
(٢) انظر : مجمع البيان / الطبرسي ٩ : ٥١٤.
(٣) جامع أحكام القرآن / القرطبي ٧ : ٣٥٠.
(٤) الميزان / الطباطبائي ٨ : ٣٨١.
(٥) سورة المؤمنون : ٢٣ / ٩٧.