المُقدَّمةُ
ينتمي علم الظواهر النفسية الخارقة ( الباراسيكلوجي ) إلى العلوم النفسية الفلسفية ، ويرتبط من بعض زواياه بالعلوم الطبيعية البحتة ، ولا يزال هذا العلم في محيط الدراسات العربية وليداً يخطو خطواته الأُولى بخلاف ما هو عليه في محيط الدراسات العالمية حيث خطا هناك خطوات واسعة ، ومع هذا لم نكن ندري عنه أكثر مما نسمعه أحياناً من أخبار لبعض الظواهر الغريبة التي تقع ضمن مجال دراسته.
وموضوع بحثنا هذا وإن لم يتضمّن شيئاً من مباحث علم البراسيكولوجي ، إلّا أن شكل الارتباط بينه وبين هذا العلم تمثل في توافر ظاهرة الوحي على العديد من العناصر التي يقوم هذا العلم بدراستها وتشبهُ بعض ظواهرِهِ ما في الوحي من مصاديقَ وأشكالٍ ، رغمَ خصوصيَّتِها وتميزها بالإطارِ القدسيِّ الإلٰهي الذي يتجلَّى في المعادلةِ الثلاثيةِ للوحي المكونةِ من المُوحي ( الله تعالى ) والموحى إِليه ( البشر ، النبي ) والواسطةِ ( الملك ) أو بعض الصورِ الأخرى التي انتفت فيها الواسطة.
وأهمُ عناصرِ ظاهرةِ الوحي التي تلتقي
معها ظواهرُ علمِ ( الباراسيكلوجي ) الإِلقاءَ الخفي وإِيصالَ المعرفةِ دونَ سلوكِ الطرُقِ