هَمزاً : هَمَس في قلبه وسواساً ، وهمزات الشيطان : خَطراتُه التي يخطرها بقلب الإنسان (١) ، أو ( ما يقع في القلب من وسوسة الشيطان ) (٢).
قال العلّامة المجلسي في بحار الأنوار : « همزات الشياطين : وساوسهم ، وأصل الهمز : النخس ، شبّه حثّهم الناس على المعاصي بهمز الراضّة الدواب على المشي ، والجمع للمرّات أو لتنوّع الوساوس ، أو لتعدّد المضاف إليه » (٣).
روى عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه كان يقول في دعاء له : « .. اللهمّ إني أعوذ بك من همزات الشياطين همزه ونفثه ونفحه .. » فقيل : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله : وما همزه ؟ قال : « الموتة التي تأخذ ابن آدم » أي الجنون (٤).
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) (٥) ، والأزّ : الحثّ وأزّه : حَثَّه ، فأزه يؤزه أزّا : أَغراه وهَيَّيجه (٦) ، وفي قوله تعالى : ( تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) قال ابن عباس : ( أي : تزعجهم إزعاجاً من الطاعة إلى المعصية ).
وعن سعيد بن جبير : ( تغريهم إغراء بالشر ) (٧). والأز والهمز والاستفزاز
________________
(١) لسان العرب / ابن منظور ٣ : ٨٢٩ ( مادة همز ).
(٢) تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢ : ٩٣.
(٣) بحار الأنوار ٨٣ : ١٦٤.
(٤) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي ٢٣ : ١٢٠.
(٥) سورة مريم : ١٩ / ٨٣.
(٦) لسان العرب ١ : ٥٦ ( مادة أزَزَ ).
(٧) مجمع البيان ٦ : ٤٥١.