إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ ... ) (١) ، فالرسول هو الذي أرسله الله إلّا أنّه حين الإطلاق لا يحمل إلّا على رسول الله محمد صلىاللهعليهوآله (٢).
أمّا في الاصطلاح فقد اختلفوا في الفرق بين الرسول والنبي على قولين ، وهما :
أحدهما : عدم الفرق بينهما.
وهو ما اختاره القاضي عبد الجبار المعتزلي (٣) ، ونقل الفخر الرازي اتّفاق عموم المعتزلة على ذلك (٤) ، وسيأتي أن بعض أقطاب المعتزلة المتأخرين ممن قال بالقول الآخر.
والآخر : إثبات الفرق بينهما :
واختلفوا هنا في تسمية الفرق على ثلاثة أقوال ، وهي :
أ ـ إن كل من نزل عليه الوحي من الله تعالى على لسان ملك من الملائكة وكان مؤيّداً بنوع من الكرامات الناقضة للعادات فهو نبي ، ومن حصلت له هذه الصفة ، وخص ـ إضافة إليها ـ بشرع جديد أو بنسخ بعض أحكام شريعة كانت قبله فهو رسول ، وهذا هو قول العامة (٥).
ب ـ إنّ الرسول هو من كان يجمع إلى المعجزات الكتاب المنزل عليه ،
________________
(١) سورة فصلت : ٤١ / ٤٣.
(٢) مجمع البيان / الطبرسي ٧ : ٩١.
(٣) شرح الأصول الخمسة / القاضي عبد الجبّار المعتزلي : ٥٦٧.
(٤) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي ٢٣ : ٥٠.
(٥) الفَرق بين الفِرق / عبد القاهر البغدادي : ٣٣٢.