بينهم بالكلام من
وراء حجاب ، وكلّم الآخرون بالوحي إلهاما أو بواسطة الرسول الملكي. وأمّا الرفع درجات فقد ذهب المفسرون إلى
أنّها مرتبة مخصوصة بنبيّنا صلىاللهعليهوآله
إذ رفعه الله تعالى بذلك على سائر الأنبياء والرسل فكان بعد تفاوتهم في الفضل أفضل منهم بدرجات كثيرة لما اختصّه تعالى بمعاجز كثيرة تسع عدّة مجلّدات فضلاً عن معجزته صلىاللهعليهوآله
الخالدة إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم. من خلال هذا الافتراق بين الرسل
والأنبياء نستشفّ أنّ في القرآن تفريقاً بين طائفين من الأنبياء عليهمالسلام
هما : وهؤلاء غالبية الأنبياء عليهمالسلام إذ اختصت نبواتهم
بحدود تلك الأُمم والشعوب وقد عدّوا بعشرات الآلاف وهو مدلول ما تقدّم برواية عبد الرحمن ابن كثير الهجري ورواية أبي ذرّ الغفاري ، ولا شكّ أنّ القرآن الكريم لم يرد فيه ذكر لمثل هذا العدد الهائل أو تحديد حتّى لما يقرب منه ، إلّا أنّه من السهل تصوّر مثل هذا العدد إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أمرين تقرّهما الآيات : أوّلهما :
أنّه ما من أُمّة إلّا ولها رسول يدعوها إلى شريعته تعالى ، قال تعالى : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ .. )
(١). ________________١ ـ الأنبياء عموماً ممن بعث إلى الأُمم
والشعوب والبلدان والقبائل.. إلخ :
(١) سورة يونس : ١٠ / ٤٧.