[ تنبيهات بحث العلاج ]
بقي علينا أن نشير في ختام روايات العلاج إلى عدّة نقاط :
وهنا عدّة نقاط لا بدّ من التنبيه عليها ختاما للحديث عن روايات العلاج ، هي :
الأولى : أنّ العاملين بالمجموعة الأولى المستدلّ بها على التخيير اختلفوا فيما بينهم في أنّ التخيير هل هو تخيير في المسألة الأصوليّة أي في الحجّيّة أو في المسألة الفقهيّة أي في الجري عملا على وفق أحدهما؟
ومعنى الأوّل : أنّ الإنسان لا بدّ له أن يلتزم بمضمون أحد الخبرين فيكون حجّة عليه ويسند مؤدّاه إلى الشارع.
ومعنى الثاني : أنّ الإنسان لا بدّ له أن يطبّق عمله على مؤدّى أحد الخبرين.
ومن نتائج الفرق أنّ الفقيه على الأوّل يفتي بمضمون ما التزم به واختاره ، وعلى الثاني يفتي بالتخيير ابتداء ، وهذا الخلاف لا موضوع له بعد إنكار أصل التخيير.
ذكرنا أنّ روايات العلاج على قسمين أحدهما الروايات الدالّة على التخيير والآخر الروايات الدالّة على الترجيح ، ونحن قلنا بعدم تماميّة الروايات الدالّة على التخيير إثباتا ، وإن كان التخيير في نفسه معقولا ثبوتا ، ولكن هناك من ذهب إلى استفادة التخيير من الروايات إثباتا ، وحينئذ وقع البحث عندهم في أنّ التخيير المستفاد من الروايات هل هو التخيير الأصولي أم التخيير الفقهي؟
والمراد من التخيير الأصولي التخيير في الحجّيّة التي هي حكم وضعي ظاهري ، فيختار إحدى الروايتين وتكون هي الحجّة دون غيرها ، بمعنى أنّ التخيير ثابت في حجّيّة أحد الخبرين.
بينما المراد من التخيير الفقهي هو التخيير في الحكم الشرعي المستفاد من الروايتين ،