اللفظ ، ولانفهام المعنى المفهومي نفس انفهام المعنى المنطوقي الخاصّ ، فتدبّر.
نعم يمكن أن يقال : إنّ دلالة اللفظ على نفس معناه ، ودلالة معناه الخاصّ على لازمه ـ حيث إنّ انفهام المعنى الخاصّ هو الموجب لانفهام اللازم ـ يتّصفان بالمنطوقية والمفهومية.
فالدالّ على قسمين : منطوق وهو اللفظ ، ومفهوم وهو المعنى ، وباعتبارهما يقال : إنّ المعنى منطوقي ، ومفهومي ، وإلاّ فالمعنى لا ينطق به ، بل اللفظ ، لكنه خلاف ظاهر الاصوليين ، فما ذكرناه ـ من أنّ المنطوقية والمفهومية من أوصاف الدلالة بالمعنى المفعولي ـ لعلّه أنسب ، فتدبّر جيّدا.
قد أشرنا في البحث عن الواجب المشروط (٢) إلى أنّ شأن أداة الشرط ـ كما يشهد به الوجدان ، وملاحظة مرادفها بالفارسية ـ ليس إلاّ جعل متلوّها واقعا موقع الفرض والتقدير ، ولذا قيل : إنّ كلمة ( لو ) حرف الامتناع ؛ لأنّ مدخولها الماضي ، وفرض وجود شيء في الماضي لا يكون إلاّ إذا كان الواقع عدمه ، فلذا يكون المفروض محالا ، وحيث رتّب على المحال شيء أيضا في الماضي ، فهو أيضا محال ؛ لأنه إن كان المرتّب عليه علّته المنحصرة فلم توجد ، وإن لم تكن علّته المنحصرة ـ وكانت له علّة اخرى ـ فهي أيضا لم توجد ، ولذا رتّب عدمه على عدم المفروض وجوده.
__________________
(١) كفاية الأصول : ١٩٤ / ٧.
(٢) وذلك في أوائل التعليقة : ٢٠.