أن يقال : إنّ المراد بالخارج ما يحتمل الخروج ، لكنه ـ كما ترى ـ بعيد عن ظاهر العبارة بأقصى مراتبه ، والله العالم.
( تقسيمات الواجب )
وهو ينقسم إلى أقسام كثيرة ، باعتبارات مختلفة ، منها : تقسيمه إلى مطلق ومشروط (١) ، والأول كما في الفصول إلى منجّز ومعلّق (٢).
أما المطلق فقد يقال في تعريفه : بأنه ما لا يتوقف وجوبه على شيء بعد الشرائط العامة (٣) لجميع التكاليف.
وقد يقال : ما لا يتوقف (٤) وجوبه على شيء أصلا حتى الشرائط العامة ، كما في تقريرات الشيخ الأعظم (٥) ، ولازمه أن لا يوجد له مصداق أبدا كما تنبّه له ، والتزم على بعده به.
وقد يقال : بأنه ما لا يتوقف وجوبه على ما يتوقف عليه وجوده ، وعلى هذا
__________________
(١) اعلم أن في المطلق والمشروط اصطلاحات ، منها : أن المطلق ما لا يتوقف بعد حصول شرائط التكليف على شيء كالمعرفة والمشروط بخلافه كالحج. أقول : فعلى هذا الاصطلاح لم يكن المطلق مطلقا حقيقيا بل اصطلاحيّا لكونه مشروطا بهذه الأربعة إلاّ أن الاصطلاح قد جرى بتسميته مطلقا.
فان قلت : يمكن أن تكون الشرائط شرائط المكلف لا التكليف ، فيكون المطلق مطلقا حقيقيا.
قلت : بلى ، لكن حينئذ خرج المشروط عن كونه مشروطا ، وإمكان اتخاذ شرائطه شرائط المكلف لا التكليف كالحج المشروط بالاستطاعة ، فانه يمكن فيه اتخاذ الاستطاعة شرط المكلف فيكون الحج واجبا مطلقا ، انتهى ، نقلا من كتابنا مسائل العلوم. ( مجد الدين ).
(٢) الفصول الغروية : ٧٩.
(٣) العلم والعقل والقدرة والبلوغ. ( مجد الدين ).
(٤) تعريف الواجب المطلق بهذا المعنى مما يفضي إلى العجب من الفاضل المقرر ، وكيف يمكن تصوير الواجب المطلق بهذا المعنى فضلا عن وقوعه ، والعقل يحكم بعدم جواز الطلب الإلزاميّ مثلا من غير القادر ، أو غير العاقل ، أو غير العالم ، أو الصبي؟! منشؤ الاشتباه ما ذكرناه في الحاشية ، فراجع. ( مجد الدين ).
(٥) مطارح الأنظار : ٤٤.