الغرضين ، وأين ذلك من المقام الّذي لا يمكن نيل الأهم ، إلاّ برفع اليد عن المهمّ.
( القول في المقدمة الموصلة )
لا شك في أنّ الإيصال كيف ما اعتبر ، لا دخل له في مقدّمية المقدّمة ، وإلاّ لزم الدور الواضح (١) ، إذ الإيصال عنوان ينتزع من تأثيرها في ذي مقدّمتها ، فيتوقف إذن على مقدّميّتها ، ولو توقفت المقدّمية على الإيصال لزم المحال (٢) المذكور ، وهذا لوضوحه في غنية عن البيان ، فضلا عن الإطالة في الكلام عليه ، كما صنعه مقرّر الشيخ (٣).
وأيضا لا شك في أن الإيصال لا يمكن اعتباره في الوجوب ، لما عرفت من أنّ مقدمات الواجب تابعة له إطلاقا واشتراطا ، وهذا أيضا من الوضوح بمكان ، فلا داعي إلى جعله من محتملات القول بوجوب خصوص الموصلة ، والإسهاب (٤) في ردّه كما صنعه صاحبنا (٥) العلاّمة أدام الله أيامه (٦).
وقد صرّح مشيّد صرح (٧) الموصلة صاحب الفصول بوضوح فساده ، فالتعب في ردّه يذهب إدراج (٨) الرياح (٩).
__________________
(١) لأنّ المقدّمية تتوقف على الإيصال ، لأنّ ذلك هو المفروض ، والإيصال يتوقف على المقدّمية ، لأنّ الإيصال ـ كما بيّنه ـ عنوان ينتزع من تأثير المقدّمة في ذيها ، فتدبّر وتأمّل ، فإنّ المقام من مزال الأقدام. ( مجد الدين ).
(٢) يعني الدور المتقدم. ( مجد الدين ).
(٣) انظر مطارح الأنظار : ٧٧.
(٤) الإسهاب مصدر من باب الأفعال ومعناها : الإطناب. ( مجد الدين ). وانظر لسان العرب ١ : ٤٧٥.
(٥) وهو الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري ، وصنع ذلك في كتابه المسمّى بالدرر الفوائد. ( مجد الدين ).
(٦) درر الفوائد ١ : ٨٢.
(٧) أي : القصر. ( مجد الدين ) وانظر مجمع البحرين ٢ : ٣٨٤ ( صرح ).
(٨) بفتح الهمزة. ( مجد الدين ).
(٩) مثل عربي يضرب في مقام الإشارة إلى عدم الفائدة لمناسبة معناه. ( مجد الدين ).