وتخصيصه بما يترتب عليه بناء على تخصيص الوجوب بالموصلة.
وثانيهما : ما يأتي في المسألة الآتية ـ إن شاء الله ـ من تصحيح العبادة إذا كانت ضدّا للواجب (١).
وأما ما نسب إلى صاحب المعالم (٢) من اعتباره قصد الإيصال في وجوب المقدّمة ، وما يوجد في كلامه من الحكم بعدم وجوب المقدّمة مع عدم الداعي إلى فعل الواجب ، أو وجود الصارف عنه (٣) ، فينبغي حمل جميع ذلك على اعتبار نفس الإيصال ، والنسبة بين جميع ذلك وبين الإيصال وإن كانت عموما من وجه ولكن لمّا كان الغالب ملازمة القصد مع ترتب الواجب وعدمه مع عدم الداعي أو وجود الصارف حتى أنه لا يقع الانفكاك بينهما إلاّ نادرا عبّر رحمه الله عن اعتبار الإيصال بهذه العناوين ، وفي المسألة الآتية ـ إن شاء الله ـ مزيد توضيح لذلك.
( وجوب المقدّمة قبل وجوب ذيها )
بناء على ما سمعته من أنّ وجوب المقدمة غيري ينبغي أن يتأخر عن
__________________
(١) هداية المسترشدين : ٢١٩ ، الفصول الغروية : ٩٥.
(٢) هو شيخ الإسلام والمسلمين وآية الله في الأرضين ، جمال الملّة والحق والدين ، أبو منصور حسن بن زين الدين الشهيد الثاني ، صاحب التصانيف المعروفة المشهورة ، منها : كتاب منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان.
اقتصر ـ طاب ثراه ـ في هذا الكتاب على ذكر هذين النوعين ـ أعني الصحيح والحسن ـ من الأخبار نظير كتاب الدرر والمرجان وهو تأليف العلاّمة في ذلك المعنى.
ولقد رأيت المجلّد الأول من منتقى الجمان ، وهو موجود عندنا الآن.
ومنها : كتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين ، خرجت منه مقدّمته المشهورة المتداولة بين أهل العلم وشطر من الطهارة وغير ذلك من المصنّفات.
تولّد ـ قدّس سرّه ـ سنة ٩٥٩ ، وتوفّي سنة ١٠١١ ، فكان عمره الشريف اثنين وخمسين سنة.
فنسأل الله أن يجزيه عنّا أفضل جزاء المحسنين. ( مجد الدين ).
(٣) معالم الدين : ٧١.