وخالط في النجف وأصبهان وكلّ مدينة حلّ بها كبار العلماء والمجتهدين وذوي المكانة العلمية العالية ، بالإضافة إلى مواهبه الجيدة التي منحه الله تعالى إياها ، فكانت حصيلتها ثقافة عالية ، وإحاطة بالعلوم الإسلامية المتداولة ومعرفة تامة بالعلوم العصرية ، واعترف له بالتقدم كل من ترجمه وعاصره وعاشره.
قال الشيخ آقا بزرگ الطهراني : « جدّ في الاشتغال في دوري الشباب والكهولة حتى أصاب من كل علم حظا ، وفاق كثيرا من أقرانه في الجامعية والتفنن ، فقد برع في المعقول والمنقول ، وبرز بين الاعلام متميّزا بالفضل ، مشارا إليه بالنبوغ والعبقرية ، وذلك لتوفّر المواهب والقابليات عنده ، حيث خصّه الله بذكاء مفرط ، وحافظة عجيبة ، واستعداد فطري ، وعشق للفضل ، وقد جعلت منه هذه العوامل إنسانا فذا وشخصية علمية رصينة تلتقي عندها الفضائل ».
« كان مجتهدا في الفقه ، محيطا بأصوله وفروعه ، متبحرا في الأصول ، متقنا لمباحثه ومسائله ، متضلّعا في الفلسفة خبيرا بالتفسير ، بارعا في الكلام والعلوم الرياضية وله في كلّ ذلك آراء ناضجة ونظريات صائبة ».
« أضف إلى ذلك نبوغه في الأدب والشعر ، فقد ولع بالقريض ، فصحب فريقا من أعلامه يوم ذاك كالسيد جعفر الحلي ـ وكان تخرجه عليه كما حدّث به ـ والسيد إبراهيم الطباطبائي ، والسيد محمد سعيد الحبوبي ، والشيخ عبد الحسين الجواهري ، والشيخ هادي آل كاشف الغطاء ، والشيخ جواد الشبيبي ، والشيخ محمد السماوي وغيرهم ، عاشر هؤلاء الأفذاذ زمنا طويلا ونازلهم في سائر الحلبات والأندية الأدبية النجفية حتى برز بينهم مرموقا بعين الإكبار والإعجاب والتقدير ».
« وإنّ شعره وشاعريته في غنى عن الإطراء والوصف ، إذ لا ينكر أحد مكانته بعد أن بذّ كثيرا من شعراء العرب ، وتفوق على بعض زملائه المذكورين الذين تمحّضوا للشعر فقط ، فحيّر عقولهم ، وأذهل ألبابهم لبراعته في الأدب ،