( في مباحث الظنّ )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة على محمد وآله.
لا شك أنّ الظنّ ليس كالقطع في كونه حجة ذاتية ، فيتم به الحجّة للمولى على العبد في مقام التكليف وللعبد على المولى في مرحلة الامتثال إلاّ أن يدلّ دليل على الاكتفاء به ، فإذن لا شك في أنّ الأصل عدم حجّيته.
وقال الشيخ في مقام تأسيس الأصل : التعبّد بالظن الّذي لم يدلّ دليل على التعبّد به ، حرام بالأدلة الأربعة ، ثم ذكر الأدلّة عليه وأطال الكلام فيه (١).
إن كان مراده من التعبّد ما عرفت على بعد ، فهو من الواضحات التي لا يحتاج إلى الدليل عليه ، ولا إلى إطالة القول فيه.
وإن كان المراد منه التديّن والالتزام ونحوهما ، فعلى غموض في تصوّر التعبد بهذه المعاني ـ كما مرّ في آخر مباحث القطع ـ فهو خارج عن المهمّ في المقام ، بل هو إلى مباحث الفروع أقرب ، وبها ألصق.
والمهم بيان إمكان التعبد به أوّلا ، بمعنى جعله حجّة يترتب عليه ما يترتب على القطع في المقامين : التنجّز والامتثال ، ثمّ اتّباعه بذكر ما هو حجة منه أو قيل بحجيته ، ومن الله تعالى الاستعانة.
__________________
(١) فرائد الأصول : ٣٠ وما بعدها.