بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منتهى الحمد والصلاة والسلام على عبده المجتبى ونبيه المصطفى ، وعلى أهل بيته المعصومين أحباء الله وأصفيائه الطيبين الطاهرين.
جاءت الشريعة الإسلامية السمحاء المتلقاة من لدن عليم خبير كاملة متكاملة ، لتصوغ وتربي البشرية على هديها ومنهاجها القويم من أجل السير بها حثيثا نحو الكمال المنشود.
فلم يواجه المسلم في زمن النص والتشريع مشاكل حادة من أجل تحديد تكليفه الشرعي ، إذ كان يعيش في أجواء الرسالة فيستلم الأحكام بشكل حي مباشر ، معتمدا في فهمها على الذوق اللغوي المتعارف عليه ، وعلى معرفته التامة بظروف وملابسات الحكم.
بل حتى بعد عصر النص بقليل ، كانت لوفرة الروايات الموروثة ، وقلة المسائل الجديدة المثارة ، يساعدان على استخلاص الحكم الشرعي بسهولة ويسر بالاعتماد على التواتر والاستفاضة في الاخبار ، بالشكل الّذي يجعل الرّأي القائل بحجية الخبر الواحد في غير محله ، لأنه يبقى في مجال الظن الّذي يمكن أن يلغيه يقين الاستفاضة والتواتر.