سمطا اللّئال في مسألتي الوضع والاستعمال
لا يخفى أنّ هذه الرسالة جزء من كتابنا المسمّى ( وقاية الأذهان والألباب ولباب أصول السنّة والكتاب ) الموضوع في فنّ أصول الفقه ، وقد أفرزتها عنه ، لدواع ، أهمّها : أنّ إيضاح عدّة من مسائلها كان متوقّفا على استطراد بعض المباحث الأدبيّة ، وسرد الشواهد الشعرية ، وفي ذلك ما تنبو عنه طبائع كثير ممّن يتعاطى فنّ أصول الفقه في هذا الزمان ، ولا أقول جميعهم ، وربّما أخذ بعضهم ذلك طعنا عليّ ، ونقصا في ذلك الكتاب ، فليقل من شاء ما شاء ، ولكنّ الفاضل البصير يعلم أنّ أوضاع العلوم يدور بعضها على بعض ، والاستعانة على فنّ بفنّ آخر إن كان يعدّه ذنبا فإنّي وايم الحقّ يسرّني أن أكون في صفّ يعدّهم من المذنبين ، فيه شيوخ العلم وأئمّة الدين.
هذا ، على أنّها ـ كما ذكرت في أوّلها ـ نمط جديد من العلم فيحقّ لها الاستقلال ، وأن تعدّ مدخلا لسائر العلوم ، والحمد لله أوّلا وآخرا.
__________________
(١) صدّر المصنّف رحمه الله مباحث الألفاظ بهذه الجمل التي لا تخلو من فائدة تاريخية.