بقلم : العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم
الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي ، وقد يسمى في بعض المعاجم الرجالية الحسن بن داود نسبة إلى الجد ، وهو متعارف .
ولد ـ رحمه الله ـ خامس جمادى الآخرة سنة ( ٦٤٧ ) كما أرخ هو بذلك في ترجمة نفسه في القسم الأول من كتابه ـ هذا ـ .
كان عالماً فاضلاً جليلا فقيهاً صالحاً محققاً متبحراً أديباً موصوفاً في الإجازات وفي المعاجم الرجالية بسلطان العلماء والبلغاء وتاج المحدثين والفقهاء .
نشأ نشأة صالحة وتربى في أحضان العلماء الفطاحل في عصره من أساطين الحلة يوم صارت الحلة مركزاً علمياً للشيعة تشد إليها الرّحال من كل حدب وصوب اللأرتواء من منهلها الصافي العذب ، وبنيت فيها المدارس العلمية ، حتى برز من عالي مجلس الشيخ نجم الدين الحلي صاحب ( الشرايع ) أكثر من أربعمائة مجتهد جهابذة ، وفيها بيوت خرج منها علماء فضلاء أعلام ، مثل بني طاووس وبني نما وبني سعيد وبني المطهر وآل معية ، وغيرهم ، فلا غرو أن صار المترجم له خريج هذه المدارس العالية علماً من الأعلام يشار اليه بالبنان واشتهر صيته ونبغ في عصره ووصف في المعاجم بكل وصف جميل ، فقد برع في كل العلوم والفنون كالفقه والأصول والتفسير والأدب والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والعروض براعة متخصص فنان في كل واحد منها .
كان المترجم له
معاصراً للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، وشريكاً له في الدرس عند المحقق الحلي صاحب ( الشرايع ) جعفر بن