بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خَلَقَ الْإِنْسانَ وعَلَّمَهُ الْبَيانَ وسلك به سبل الهدى بعلم الدليل ومنار البرهان واحتج على عباده برسله وأوصيائهم ليخرجوهم من ظلمات الكفر والضلالة إلى نور الهدى والإيمان ونصر أعوان الدين وأنصار الحق واليقين بالبراهين الباهرة والحجج القاهرة على من ضل وأضل من سائر أهل الأديان والصلاة على من جعل الصلاة عليه ذريعة للوصول إلى موائد الكرامة والإحسان محمد الذي نور الله به صدور أنبيائه وأصفيائه بلوامع العرفان وعلى أهل بيته الذين أكمل الله بولائهم على عباده الامتنان وجعلهم خزنة علم القرآن وسدنة بيت الإيقان.
أما بعد : فهذا هو المجلد الرابع من كتاب بحار الأنوار في بيان ما احتج الله سبحانه وتعالى ورسوله وحججه صلوات الله عليهم أجمعين على المخالفين والمعاندين من أرباب الملل المختلفة والعقائد الزائغة عن الدين المبين وذكر ما لا يخص بابا من أبواب الكتاب من جوامع علوم الدين وإن فرقت أجزاؤها على أبواب المناسبة لها تيسيرا للطالبين من مؤلفات تراب أقدام المؤمنين محمد باقر بن محمد تقي حشرهما الله تعالى مع الأئمة الطاهرين وجعلهما من أفزاع يوم الدين من الآمنين وممن يؤتى كتابه بفضل ربه بيمين.