في السماء ، أي تصعد في االسماء ، ولن نؤمن لرقيك ، أي لصعودك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه : من الله العزيز الحكيم إلى عبدالله بن أبي امية المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ، فإنه رسولي فصدقوه في مقاله ، فإنه من عندي ، ثم لا أدري يا محمد إذا فعلت هذا كله اومن بك أولا اومن بك ، بل لو رفعتنا إلى السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا : إنما سكرت أبصارنا أو سحرتنا.
فقال رسول الله (ص) : يا عبدالله أبقي شئ من كلامك؟ فقال : يا محمد أوليس فيما أوردته عليك كفاية وبلاغ؟ ما بقي شئ ، فقل : ما بدا لك وافصح عن نفسك إن كانت لك حجة ، وأتنا بما سألناك.
فقال رسول الله (ص) : اللهم أنت السامع
لكل صوت ، والعالم بكل شئ ، تعلم
ما قاله عبادك ، فأنزل الله عليه : يامحمد « وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام
ويمشي في
الاسواق » إلى قوله : « رجلا مسحورا » ثم قال الله تعالى : « انظر كيف ضربوا لك
الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا » ثم قال : يا محمد « تبارك الذي إن شاء جعل لك
خيرا
من ذلك جنات تجري من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا » وأنزل عليه : يا محمد
« فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به
صدرك » الآية ، وأنزل عليه : يا محمد
« وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو أنزلنا
ملكا لقضي الامر » إلى قوله : « وللبسنا عليهم
ما يلبسون » فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا عبدالله أما ما ذكرت من أني آكل الطعام كما تأكلون ، وزعمت أنه لا يجوز لاجل
هذه أن أكون لله رسولا؟ فإنما الامر لله ، يفعل
ما يشاء ويحكم ما يريد وهو محمود ، وليس لك ولا لاحد الاعتراض عليه بلم وكيف
ألا ترى أن الله كيف أفقر بعضا وأغنى بعضا ، وأعز بعضا وأذل بعضا ، وأصح بعضا
وأسقم
بعضا ، وشرف بعضا ووضع بعضا ، وكلهم ممن يأكل الطعام ، ثم ليس للفقراء أن يقولوا :
لم أفقرتنا وأغنيتهم؟ ولا للوضعاء أن يقولوا : لم وضعتنا وشرفتهم ، لا للزمنى
والضعفاء
أن يقولوا : لم أزمنتنا وأضعفتتنا وصححتهم؟ ولا للاذلاء أن يقولوا : لم أذللتنا و
أعززتهم؟ ولا لقباح الصور أن يقولوا لم أقبحتنا وجملتهم؟ بل إن قالوا ذلك كانوا
على ربهم رادين ، وله في أحكامه منازعين وبه كافرين ، ولكان جوابه لهم : أنا