الإسلام ويبرأ منه كتاب الإسلام !.
يبغون أن يكيفوا الدين بصبغة الزمن ، وحجتهم لهذه المحاولات ان الإسلام دين القرون. وأنه مرن لا يأبى الجديد.
يقولون : إن الانسان حلقت به قوادم الفكر ، وتقدمت به تجارب العلم ، وارتقت بيديه اساليب الحضارة ، ولا يسوغ لدين الإسلام أن يتخذ من هذا التقدم المطرد موقف الحائر فلا يدري ما يصنع ، أو المتفرج فلا يهمه اكثر من ان ينظر.
على الإسلام أن يبارك الحضارة وان يؤازر العقل وان يواكب العلم ، لأنه دين الابد ، ودين الناس أجمعين ، فلو وقف حيث تتطور الحياة ، أو تتقهقر حيث تطرد الحركة فيها ، لعدت رسالته ناقصة ولأصبحت أدواره منتهية ، وكان وقوفه هو البرهان الدامغ على قصوره .. هذا ما يقولون.
وهذا حق كله ولا مساغ لمسلم أن يجادل فيه.
يبتغون من الإسلام أن يساند العقل ، وهل انزل الإسلام الا لمساندة العقل ونظم حركاته وتسديد خطواته ؟ وسنعلم اي مبلغ بلغه الإسلام من هذا الشأو.
ويتطلبون منه أن يبارك الحضارة ، وتعاليم الإسلام وتأريخه المشرق الوضاء شاهدا صدق بما لهذا الدين من يد في بناء الحضارة ، ودعم اسسها وإعلاء مستواها.
ويريدون منه أن يساير العلم ، والخبيرون بطبيعة هذا الدين المطلعون على اسراره يعلمون مدى اتصاله بالعلم وارتكازه على قواعده.
كل هذا حق لاجدل فيه. ولقد قام به الإسلام خير قيام.