يرحب بكل جديد من الحق ، لأن الحق واحد وليس بجديد ولا قديم. ويحترم كل ثابت من العلم ، لأن العلم يرقى بالانسان عن أفن الجهل ويطهره من درن الشك وينقذه من غوائل الاضطراب والقلق. وهذه بذاتها هي الغاية التي ارادها الله سبحانه للانسان لما شرع له الدين :
( لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ).
أما نظريات العلم فقد علم المطلعون انها ( حوّل قلَّب ) وليس من النصف أن نكلف ديناً ما بتصديقها كلها أو بتصديق شيء منها على الخصوص.
ومرونة الدين في هذه المواقف ان يكون رحيب الصدر أمام الحوادث ، يحفز العقول أن ترتقي ويذكي المواهب أن تتفق ، ويحض العلم أن يتقدم ويطرد ، ويتخذ هو لنفسه موضع الاشراف على الحركة ، فيقبل من النتائج مامحصته التجربة وأثبتته الملاحظة حتى استحال عليه التغير ، وينتظر بما سواه حكم العلم في أدواره المقبلة.
لا يضيق الإسلام بشيء من الأشياء ولا برأي من الآراء اذا كان لذلك الشيء أو لذلك الرأي متسع من الحق لأن الإسلام دين الحق عليه يرتكز ومنه يقتبس :
( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ )
( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ).