أما علوم الكون واكتشاف سنن الحياة واجتلاء نواميس الطبيعة فان الإسلام يتخذ منها أدلة قاهرة على توحيد بارئ الكون ، وأمثلة ملموسة لقدرته الكاملة وتدبيره الحكيم المتقن ، والقرآن الكريم يذكر هذا في كثير من آياته ويصل به وفرة كبيرة من تعاليمه.
فيقول مثلاً في الآية المائة والثالثة والستين وما بعدها من سورة البقرة :
( وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ).
ويقول في الآية الخامسة وما بعدها من سورة الحج :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ... وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ).
علم الفلك وعلم طبقات الأرض وعلم الحياة
وعلم الاحياء وعلم الأجنة وعلم النبات وعلم النفس وعلم الأنواء وعلم الملاحة وعلم أسرار التكوين ، كل هذه أدلة قاطعة على وحدة الله خالق الكون وعلى قدرته التامة. وعلى حكمته البالغة وعلى علمه المحيط وعلى انه سبحانه هو