المبدأ والمنتهى لهذا العالم ولكل مافيه من حي ، والقوة والمدد لكل مافيه من شيء. هذا ما تقوله الآيات الكريمة المتقدمة وتكرره آيات اخرى موفورة العدد.
والثمرة الواضحة المحتومة لذلك أن العلوم الكونية كلما اطردت في التقدم وكلما ازدادت نتائجها في الوضوح كانت افادة الإسلام منها أكبر ، وكانت دلالتها على صدقه أظهر.
وللاسلام علوم خاصة ولدت في أحضانه ، وعلوم اخرى عامة تبناها في كتابه ، حسبي أن أومي إليها هنا ايماءة عابرة ، فهي مشهورة يعلمها الناظرون في الكتاب المتدبرون لقوانين الشريعة.
واذا استثنينا علوماً شاذة منع الإسلام عنها من حيث إنها لاتقتبس من واقع ، ولا تمت الى عقل ولا تتكىء على حجة ، ومن حيثُ إِنها تعاكس المجرى الطبيعي للحياة ، وتخالف الاتجاه المستقيم للفكر ، وهذه كعلم السحر والشعوذة والكهانة وبقية العلوم المضللة ـ اذا تجاوزنا بهذه الكلمة عن معناها فاعتبرنا هذه من العلوم ـ اقول اذا استثنينا هذا الصنف وحده امكننا أن نحكم دون تردد ولا استثناء أن الإسلام نصير كل علم وعدو كل جمود ، وقد شهد التأريخ بصحة هذا الحكم في جميع أدوار الإسلام ، وفي القرآن اشادة بفضل العلماء من كل صنف ، وفي وصايا الشريعة تحريض على طلب العلم من أي نوع ، وفي مذهب الأئمة الطاهرين من أهل البيت عليهمالسلام يجب طلب أي علم يتوقف عليه تنظيم الحياة.
ومظهر آخر للمرونة في دين الإسلام أنه
سن للحوادث كلها أحكاماً عامة شاملة لجميع الأزمان ، ثم وضع لهذه الاحكام استدراكات قد تسوق